الشاعر طلال بن قفله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 (الزاااامل)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الرواعي
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
عاشق الرواعي


عدد المساهمات : 97
تاريخ التسجيل : 21/12/2009

(الزاااامل) Empty
مُساهمةموضوع: (الزاااامل)   (الزاااامل) I_icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 11:49 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الـزامل

الجذور التاريخيـة لرقـص الزوامـل اليمنيـة
بقلم/ سـعيد عمـر فرحـان ـ( بوعـمـر )ـ
المكــلا - حضرموت
تمهيد:ــ
لزوامل إحدى الفنون اليمنية التراثية الأصيلة .. وهي من الرقصات التي تؤكد على وحدة اليمن أرضا وإنسانا ويرقصها اليمنيون على امتداد الساحة اليمنية من صعدة حتى المهـرة . وقد عرفت الجزيـرة العربيـة هـذه الرقصـة الموغلة في القدم عبـر اليمن وهذا ما أكده لنا الأستاذ/ الأكوع، إن هشـام بن عبد الملك قد أورد في كتاب السيرة معلومة الزامل وحدد زمنه "وإنه وصل الجزيرة العربية عـبر اليمن في حدود (200) سنة قبل الهجرة الإسلامية ويكون قد دوّن على الأحجار والجلود" كما أن هناك مؤرخون وباحثون جزموا بأن الزامل قديم جداً ولم يعرف تاريخ نشأته .. ونحن هنا عندما تناول أشعار هذه الرقصة لهي بمثابة سجل تاريخي فهي لم تكن بمثابة رقصة فحسب بل ملحمة لتاريخ أمة باعتبارها مرجع لمختلف الأحداث التاريخية من القرن الثالث الميـلادي عند هجوم الرومان والأحباش على اليمن حتى يومنا هذا.. وعندما نتناولها كرقصة فهي ملحمة بطولية للدفاع عن الأرض والعرض ورد كيد الأعداء.. ويتجلى ذلك من خلال ما يتزود به الراقص من سلاح وعتاد.. أما الجوانب الإنسانية فهي عظيمة لعظمة هذه القضايا اليمنية تجسـدها تلك الشعار التي رددها الشعراء وأخمدوا بها فتن كبيره بين هذه القبائل ومهدت أشعارهم الطريق أمام المصالحة ونبذ الخلاف وقضايا الثأر وساعدت على ترسيخ المعاهدات والمواثيق وهذه جوانب إنسانية تستحق منا أن نكتبها بحروف من ذهب..كما اهتمت هذه الأشعار بقضايا الناس وهمومهم وقضايا الساعة وأشادت بالقبائل وكرم الضيافة والترحيب بالضيوف في الزواجات. وكان اهتمامها بالنبض الشعري أكثر من اهتمامها بالنبض الحركي للرقصة.
ويقول الشيخ/ عبد الواسع بن يحيى الواسعي (يسمونه النشيد الوطني لأنه مشتق من الزمله وهي الرفقة والجماعة (تاريخ اليمن) أما الأستاذ/ عبد الله البردوني رحمة الله يقول (الزامل) كفن يستنطق الحال وبعد إنشاده يسمى ـ( زوامل )ـ.
أما البعض الآخر فقد ركز على النبض الحركي للزوامل باعتباره فن من فنون الرقص. فقال العلامة أحمد الشامي (الزامل من الفنون الشعبية القديمة).
ويقول المستشرق الألماني هانز هولفرتيز في كتابة (اليمن من الباب الخلفي) ويعتقد أهل اليمن أنه مجرد إنشاد هذا النشيد الذي يسمى زامل كان يبث الفزع في قلوب الأعداء. ويقول الأستاذ/ حسـين الجيلاني عن الزامل في حضرموت (زوامل بديعة بحكم الوجود اليافعي وهو معروف في القرن السابع عشر الذي بدأ بحكم الطوائف في حضرموت وهذه كلها إشارات خاطفة تؤكد لنا الزامل نوع من الرقص _ إي رقصات الحرب كالعدة والبرع وغيره . ناهيك عن الملابس وأدوات الحرب التي يلبسها الراقص عندما يؤدي هذه الرقصة وتؤكد لنا هذه الأبيات إن هذه الرقصة من رقصات الحرب.

يقول الشاعر عمر باعطوة
ومدافع الرحمن مثل الراعـد تقذف صواعق بالنقم مدخـولة
ويقول المعلم عبد الحق
فلا المدافـع رجّها خـوفهم ولا الحوامل منها مشـــغولة
ولا المصانع قل فيها القامزي لا يا عمـر رطلك نقص لا توله
ويقول الشاعـر باحريز
فسحوا في الزامل وقالوا لي البنادق كذّبت
ومن معه دعوى يوكلنّا وبا أطلع له وكيل
وللزوامل أسماء كثيـرة في اليمن ففي المناطق الشمالية ( يسمى مغرد) ومناطق تهامة (مهيد) وفي المناطق الوسطى (المهجل) ويسمى (راجـز) وفي بعض المناطق (مجاوبه) وفي حضـرموت زامل (اليامي) عند قبائل سيبان (وزامل الصف والهبوت) عند قبائل الحموم وهذا الاسم يطلق في المشقاص والمهـره وعمان وزامل يافع وزامل العبيد وهو من الزوامل الوافدة إلينا من أفريقيا. ومن خلال بحثنا لم نجد بيتاً من الشعـر ردد هذه الأسـماء بل كلها أجمعت على كلمة الزامل وهي أكثر شيوعاً من الأسـماء الأخرى خاصةً في حضـرموت ولذا نجدها كثيرا ما وجدت في الأشعارالشعبية.
يقول باحريز
وأنا ما نخرج الزامل بلا سكين نتبرع وكل رقبة طويلة راس لها آفة توا طيها
ويقول الشاعـر عوض باغطاء
قال شاعر خرج موكبي في عز مندر عيدنا حفلة الزامل وكل بعيده
ويقول الشاعـر سالمين بن لسود بن الهميم
صوت الزوامل يطرب الوافي وينســـم المجروح مما به
شـربه شربناها من الصـافي وان جاء بشير الموت حيا به
أما شاعرنا أبو محضار رحمة الله يقول
يا حصن مولى البناقل محلى ركونك خيفان بعد الزوامل ينعق عليك الغراب
ويقول أيضاً
الرييده سقوني الذر فبها وربوني ما تناسيت وأعرف سـدة الدار والبوني
كل دخلة بترحيبة والزمل والتناصير
وقال أبو محضار في الزامل
وسريت ورجعت بـــــدري ذا يومنا عند محبوبي روعـي البادر
والناس يمشون بعدي بالزف والزامل لا تخربون الزمن مادام للتعمير قابل
وأشعاره قوية بقوة ذلك الصراع وتلك الفتن وذلك الظلم الذي يعانيه الشعب من حكامه في ذلك الزمن ورائعة بروعة كرم وشهامة هذه البيوت اليمنية ورمزية بعظمة هؤلاء الشعراء وما تميز به الشعر الشعبي اليمني من قوة وسلاسة على مستوى الجزيرة والخليج.
تاريخ نشأة الزوامل
الزامل من الفنون القديمة التي لا نستطيع تحديد فترة نشأته ولكن من حيث العمر الزمني فهو قديم جداً وأشارت بعض المصادر كما أشار أستاذنا/ حسـين الجيلاني إلى وجوده فهو قديم في اليمن وحين زار مندوب قيصـر الروم أحد ملوك حميّر يقول الدكتور/ جواد علي ( إن رئيس الوفد القيصري رأى الملك الحميري عندما خرج في موكبه على عربة تجرها الخيول وليس على هذا الملك الحميري من الملابس إلا مأزوره وحوله رجال حاشيته وهم يتغنون بإطرائه وتفخيمه وهم على هيئة الزامل). إذاً فان إيراد مثل هذه الاشاره الخاطفة تثبت إن هذه الرقصة موغلة في القدم ومعروف تميز اليمن بحكم عمقها التاريخي بتنوع هذه الفنون والتي يندر وجودها في بلدان أخرى خاصة الرقصات الشعبية ويتساءل الأستاذ/ البردوني في كتابة (الثقافة الشعبية في اليمن) من أي أصل أتى؟ لقد نشأ هذا الفن من أصل خرافي يشبة حكاية القات الذي قيل أول من أكتشفه تيـس فدل الراعي على لذته ثم دل الراعي رعاة آخرين فتزايد مضغه إلى حد التعميم اليوم. تشبه حكاية الزامل ما رواه المعمرون إن بعض القبائل فرت في سنة (دقيانوس) إلى كهوف الجبال خوفاً من هجوم المعتدي وفي هدأة الليل سمعت أصواتاً جهيرة كثيرة العدد بديعة الإيقاع لم تسمع اجمل منها إثارة وتحميساً وكانت تردد باللغة الشعبية زاملاً يهز النفوس ويرنح قامة الصمت وعندما أصغت إليه القبائل حفظت ذلك الزامل.
قبح الله وجهك يا ذلـيـل عاد بعد الحرائق عافـية عند شب الحرائق ما نميل باتجيك العلوم الشـــافية
وكانت أصوات الزاملين تقترب فتثير الفزع وتبتعد فترجعها الرياح وكانت القبائل المختبئة تخرج من مخابئها فلا ترى أحد وإنما تسمع ضجيجاً وتشاهد أمواج الغبار فتأكد المختبئون من اشتعال حرب بين الجان فهيجهم ذلك الزامل المتحمس فأجتازوا جدار الخوف وأندفعوا لمقارعة العدو. وهذه الحكاية بتاريخها (سنة دقيانوس) تشير إلى الغزو الروماني بقيادة أكتوفيوس وربما حرفت اسم القائد باللهجة المحلية فسموه دقيانوس ولعل هذه التسمية تعرف الغزو الروماني والحبشي معاً وعادة لهجتنا المحلية التي ما تحرف كثيراً الأسماء فمثلاً كانت تسمي الأتراك (هماشلة) كما كانت تسمي الإنجليز (السركال) وقياساً على هذا فان سنة دقيانوس سنة الغزو الروماني في مطلع القرن الثالث الميلادي والى هذه الفترة تنسب نشأة فن الزامل، تعلمتها الجموع القبلية من الجان ثم أصبحت تقليداً لأن الجان أعلى مثال في الإبداع القولي. غير إن هذه الحكاية تستثير سؤالاً هل كانت الجموع قبل سنة دقيانوس خرساء من أي تعبير؟ ربما هناك أنواع من الترانيم لم تحدد بتسمية ووقعت في غمار المنسيات من الحكايات والأخبار أما زامل الجان فقد توارثته الرواية الشفهية جيلاً عن جيل إلى مطلع هذا العصـر وفي أحداث الحرب تسبق دعوة الاستنفار ترديدات هذا الزمل كإثارة تحميسه وتتلو هذا الزامل صيحات إلى مكان الصوت المستغيث فتبدأ زوامل الحرب وإذا كان مكان المعركة قريباً كان الزامل من ضرب القصير من أمثال هذا التشكيلـ
بارق برق من عندكم وأسقى البلايد عندنا
غصن القنا من عندكم والقاطفي من عندنا
ويؤدي هذا الزمل كالمهجل سريع الحركة على الشفاه قصير الأنفاس يناسب سرعة التحرك في الصعود والهبوطـ
أذن ما هو الزامل؟ الأزمل في اللغة الفصحى الصوت المختلط من عدة أصوات وهو بمعنى آخر العد والتمايل كسرعة الأعرج أما تعريفة من محتواه فهو تعبير الحياة المباشرة من خلال الأصوات المتجاوبة فهو إنتاج جماعي روته أجيال عن أجيال كما أشار الأستاذ/ البردوني في كتابة (فنون الأدب الشعبي) ولا يشكل البداع إلا أقل أجزاءه في المناسبات الطارئة غير إن أكثرية الزوامل شهرة مجهولة القائل كنشيد الحرب الذي سبق له التمثيل. ويقول الأديب والعلامة/ أحمد الشامي الزامل من الفنون الشعبية القديمة والزامل نوع من الرجز يرجع إليه أهل اليمن حين يكونوا في حالة حصار أو حرب فيقف قائدهم وهو في الغالب يجيد نظم الزامل فيرتجز بعضة أبيات بلهجتها العامية مراراً حتى يتلقفها الجميع وتنشد جماعياً وقد لعب الزامل دوراً مؤثراً، فحين يشعر الأهالي بالظلم واقع عليهم يتجهون إلى مقر الحاكم ويتزملون بشكيتّهم ونورد هنا بعض الأمثلة ـ
عاد حد للناس خالق عاد حد با ينقد المنقود يا هــذا العــرب
أما الشاعر والمقدم/ عوض بن شملان قال مخاطباً الوزير المحضار مستنجداً به من حكم باصـره حاكم دوعن
شغب الحيل نساني أصوات الزمل القلب غل غلة زمان القصـره
ما فيه ذل دائم يدحق في العمـل شاف المحل داهل صراب الشفره
فرد عليه حسـين بن حامد المحضار قائلاً:
الهرج حل بالقيك على ظهر الجمل بين العدل من شوكها والسبره
شفنا جبل ما حــد يرقل بالجبل مابايصل منه يســبح صدره
أما الشاعر عبدالله عبود مدحج الشحري مهاجماً السلطان بدر أبو طويرق:
قدها عليه هتفه يضم ويضـيّع ويوقظ الفتنة وهي نعسانة
حلان كم من دار صبحهم طيّر بشوره العاثر بدت حزنانة
ما فادت الحملات قل له هـون الجند فشلت والعرب تلفانه
ضيعت رزق الخلق في كثر السفه ألوف ذي ضيعتها حنانـه
ويقول الأستاذ/ محمد علي الأكوع كما أشار أستاذنا الجيلاني الزامل تزمل أي ترجز وهي تقاطيع من الشعر الشعبي كنشيد الحرب، والزامل عبارة عن مزاملة أي ترديد الرجز إنشادا في جماعة قلت أو كثرت. ويقول الشيخ/ عبدالواسع بن يحى الواسعي في كتابة ( تاريخ اليمن ) ويسمونه النشيد الوطني وهو غير معروف عند الأقدمين لكنه صحيح الاشتقاق لأنه مشتق من الزمله وهو الرفقة أو الجماعة لأنهم يجتمعون جماعات لإنشاده والعساكر ينشدون الزامل المعروف في اليمن وهذا نوع من لفظه
يا من يخالف أمر مولانا ويعصيه لا بد من يوم نراه
لا بد من يوم يشيب الطفل فيه والطير يرسي في سماه
فقد كان الزامل اجتماعي يجمع بين ألا شاده بالقبائل المستقبلة وبين فخر القبائل الواصلة حتى لا يدل المدح على الذل وإنما يوحي بالمودة والتساوي بالعراقة وهو فن في صنع التجمع وفن الإبداع وروح الجماعة ولعله قد خفت الآن بعض الشي لقلة بواعثه ـ
الزوامل في حضرموت :ــ
يقول الأستاذ/ حسين الجيلاني (في حضرموت زوامل بديعة بحكم الوجود اليافعي كما في غيرها من محافظات الجمهورية وكما هو معروف في القرن السابع عشر بدأ حكم الطوائف في حضرموت بساحلها وواديها) ولكني أعتقد أن حضرموت عرفت الزامل قبل هذا الوجود اليافعي والزوامل قديمه وعندما نستعرض زامل المحرس على سبيل المثال لدى قبائل الحموم بكلماته ولغة لحنه سنجد نكهة هذه الألحان تزل أو تتخطى حكم الطوائف والتواجد اليافعي بقرنها السابع عشر لأن إيحاءات هذه الكلمات والألحان تدل على قدمها وهذه المسالة نتركها للمختصين في شئون تحليل الموسيقى الصوتية وتاريخها وهناك الكثير من أشعار الزامل القديمة والتي سبقت هذا القرن والوجود الطائفي واليافعي وعلى سبيل المثال أبيات الشاعر/ عبدالله عبود مدحج التي هاجم فيها السلطان بدر أبو طويرق وسبق ذكرها في هذا العرض. أما القعيطي عندما رام أن يكتسح وادي حجر فما استطاع وجهز أول حملة وأسعفها بأخرى كما تشير كتب التاريخ (راجع تاريخ حضرموت السياسي لصلاح البكري ج2) وكان زيد بادول شاعر حجر قد عرف بالحملات التي كان يجهزها القعيطي لهم فقال
قل للقعيطي ما كفاك السوق عادك تبى حجر الزبينه
قل له قنع من أرضنا مرفوض هندي ولا نعرف رطينه
والشي الذي نشير إليه ونود تأكيده أن دور الوجود الطائفي والتواجد اليافعي في حضرموت أدى إلى إزهار فن الزوامل في هذه الفترة بالذات لان الرقصة حربية وشهدت هذه الفترة جملة صراعات قبلية بين القعيطي وآل كسادي والكثيري والعولقي وال بريك وأصبحت بشعرائها تشمل كل أرجاء المنطقة وأدت هذه الصراعات إلى تحولات طبيعية في بنية المجتمع الحضرمي جغرافياً واجتماعيا وثقافياً وازدهرت فنونها وأشعارها والزوامل في حضرموت كثيرة منه زامل اليامي الخاص بقبائل سيبان وزامل المرفع خاص بقبائل يافع وزامل العدة يسبق رقصة العدة وبه تتجمع أقسام الحارات إلى مركز التجمع أما عند قبائل الحموم فيوجد زامل الصف وهو نفس زامل سيبان يتحرك الجميع في صفوف لا يقل الصف الواحد فيه عن أربعين رجلاً ولهم هوكات أو صيحات مثل (ولكم ولكم) وهي في الأصل ويل لكم ويل لكم وأحياناً تكون الزمله مرتبطة باسم القبيلة أو الفخيذه مثل (عمرو غلابة/يافع غلابة كم من قبيلي كسرنا نابه) وعمرو أحد بيوت الحموم ويقصد بعمرو غلابة "قبيلة عمرو هي الغالبة المنتصرة أما ويل لكم فأدغمت لسهولة الاستعمال وهي عبارة وعيد وتهديد وهي صيحات حرب أما قبيلة يافع معروفه أما اللون الثاني من هذه الزوامل فيطلقون عليه زامل المحرس وكلمة محرس هي الساحة التي يقام فيها الزامل كرقصة وليست كمسيره وهنا يأتي الفرق بين زامل الصف وزامل المحرس ويسمون زامل الصف في حضاتم والقرى المتاخمة بسيحوت في المهره إلى سلطنة عمان بالهبوت ونوع الغناء فيه من نوع الغناء المردى المتبادل (RESPONSORIAL ANTIPHONALS ) ومن الزوامل المشهورة في حضرموت زامل خاص بالعبيد ويسمى (زامل العبيد) وهو من الرقصات الوافدة إلينا من أفريقيا ويتضح للمشاهد من خلال الحركة والكلمة المصاحبة لهذه الرقصة أنة من الرقصات التي وفدت إلينا من شرق أفريقيا شانها شان الليوا والبامبيلا والطمبره لأنها تعتمد على الحركة والإيقاع السريع إلى جانب الجملة اللحنية وهو عادة ما يصاحب مواكب السلاطين والولاة في مواسم الأعياد ويرافق زامل يافع وهو الزامل الوحيد الذي تكون من أدواته المصاحبة آلات النفخ كالمزمار والبوق وأصداف البحر وهو شبيه في أدائه وحركاته برقص المسيرات كالرزحه والمرجوزه والحظبه ـ
وصف رقصة الزامل:ــ إذا تمعنا النظر في حيثيات هذه الرقصة سنجدها من أقدم الرقصات لأنها لا تصاحبها إيقاعات بل تعتمد بدرجه أساسيه في حركتها على الإيقاع الشعري خاصة (اليامي والصف والمحرس) وهذا ما يسمى بالنبض الحركي في علم الرقص ولم يطرأ إي تهذيب في حركاتها لان اهتمامهم بالنظم الشعري أكثر من اهتمامهم بالجانب الحركي ونتيجة لهذا فحركات الزامل محدودة ويختلف كليةً عن الرقصات الفرائحية الأخرى التي يمارسها الإنسان في أوقات السمر والسهره وتخفف من عناء التعب وهموم الحياة وهي عبارة عن صفوف أو موكب إن أجاز التعبير لا يقل الصف الواحد عن أربعين راقص متحرك إلى موقع الحدث سوى كان في حالة حرب أو انتصار أو هزيمة وهذا طبيعة الزامل اليامي والصف سوى كان عند سيبان أو الحموم أو أي قبائل أخرى يتقدم هذه الصفوف الراقصون من (2/4/6أو ثمانية) حسب قوة وضعف المجموعة حاملين الخناجر باليد اليمنى والبنادق المهيأة للضرب على أكتافهم ووضع الجنية موازياً للرأس دون استعمال أي نوع من الطبول باستثناء المدروف الذي ليس له علاقة بالجانب اللحني وإنما يستعمله الراقصون لمساعدهم في ضبط حركة الرجل ووجوده وعدم وجوده لن يؤثر كليةً على فحوى الرقص
أما زامل المحرس الذي يتميز به الحموم دون غيرهم فهو عبارة عن دائرة كبيرة تتشكل من دائرة كبيرة بعد وصول زوامل الصف من كل الجهات وتقام هذه الدائرة التي يصل قطرها قرابة (15-20متر) يحيط بها المتزملون من كل الجهات ويتوسطهم الشعراء والكورال الذين يرددون الغناء واللحن أما الراقصون فيرقصون داخل إطار هذه الدائرة قد يكون عددهم (2-4 وربما ستة) ولكنهم في شكل صفوف متتالية لا يزيد الصف عن أثنين فقط وأما وضع الجنبية يختلف في زامل الصف فتأتي قاعدة الجنبية على جمجمة الرأس وحدها إلى أعلى وتمسك باليد اليمنى يطوفون حول هذه الدائرة في حركة منتظمة ووثبات سريعة وهو من أجمل ألوان الزامل ويضرب البندقية المعلقة بكتفه اليسرى دون توقف في براعة فائقة وتنتهي حركته الراقصة من نقطة بداية الانطلاق بعد استكماله الدائرة ليحل محله آخر وهكذا لا تتوقف حركة الراقصين إلا بالهوكه التي تعلن بقصيد جديد وربما شاعر جديد أما القالب الشعري فهو من اللون القصير الذي يتلاءم مع حركة الراقصين وهذا ما نجده في أنواع الزامل على امتداد الساحة اليمنية ـ
أما زامل يافع فهو من نفس فصيلة زامل الصف ويسمى بزامل المرفع أو الطياله ويؤدي الراقصون حركاتهم الحلزونية على قرع الطبول التي تتقدم الصف الأمامي وهي الفاصل بين الصفوف والراقصين وحركاتهم نفس طبيعة حركة البرع يؤدونها في شكل جماعي قد يزيد أو ينقص عن ثمانية أشخاص أما بقية الهوّك والتناصير فيتفق الجميع في مختلف أنواع الزامل في اليمن.
أما زامل العبيد والذي يطلقون عليه في عمان بالمدار فهو عادةً يعتبر ملحقاً لزامل قبائل يافع يتحرك بتحركهم ويقف بوقوفهم خاصةً أثناء المواكب ولا يحق لهم البدء فيه قبل زامل يافع وهو عبارة عن صفوف منتظمة لا يزيد الصف الواحد من عشرة أشخاص حاملين الجنابي والسيوف وترافقة مجموعة من الإيقاعات المتكاملة (هاجر كبير وأثنين مراويس ومزمار مع آلات نفخ أخرى وصفاره وبوق وأصداف البحر) ويعتبر أفراد هذه الرقصة مدد ليافع في الحل والترحال والرقصة عبارة عن حركات سريعة أفقية ورأسية حتى إن بعض الناس يطلقون عليها (خطوه لقدام وخطوتين للوراء) ويردد الراقصون جمل أفريقية مثل (ألا يا مومبي كوايا – يا مصلي عليه) يتناوبونها مع الجملة اللحنية مع أنغام آلة المزمار.
أما أشعار الزامل فقد شملت أهدافها الحرب وكرم الضيافة والترحيب بالضيوف والحرص على حضور الواجب في الأفراح والمدح والأعياد ومختلف المناسبات التي تربط الناس بعضها ببعض ولعبت هذه الأشعار دوراً تحريضياً كبيراً في الصراعات بين القبائل والطوائف في اليمن وتداولها الناس وضربوا بها الأمثال والحكم في شئون حياتهم اليومية وكل قبيلة تفتخر بميلاد كل شاعر فيها ويعتبر الشاعر رمز لقبيلته حتى بلغ اعتقاد بعض الحكام انه في حالة تفكيره بحملة تأديبية أو شن حرب على قبيلة أو إمارة لا يمكن أن يتسرع في حملته قبل أن يسمع تنبؤات الشعراء في إنجاح أو فشل هذه الحملة وهذا ما حصل كثيراً في حضرموت أبان الصراع القعيطي والكثيري وال بريك والكسادي ومن أعظم شعراء الزوامل التي أنجبتهم حضرموت يأتي في مقدمتهم المعلم/ عبد الحق الدموني شاعر بني تميم والمتعاطف مع الكثيري وعمر باعطوة من شعراء الدولة القعيطية والشاعر/ أحمد معلاق وعائض بلوعل وخميس كندي ويحى عمر اليافعي وعبداللة عبود مدحج الشحري وسعيد هادي وأبن البيقع وبن حماده من شعراء البادية وحالياً يعتبر حسن برجف (العكبري) وعوض باغطاء وحسن بانمر وعبيد بانوبي وعلي بامهدي من شعراء هذا اللون وقد أورد (ليوهرش) المستشرق الغربي في كتابة (SOUTH ARABIA MAHRA. HAM\ND HADHRAMOUT) عام 1897م والذي يعتبر أول أوروبي وقع نظره على مدن حضرموت شبام، سيئون، تريم كما أشار الأستاذ/ البكري في كتابة (تاريخ حضرموت السياسي ج2) فنزل الشاعر عمر باعطوه مرحباً به قائلاً ـ
يقول باعطوه ضوانا طارش من الولاية شاهره مشهورة
هو هرش بن سلطان قوم الجرمل له البيارق كلها منشـوره
خرج لوادي حضرموت يطوفه. فيه القعيطي ينكر المنكوره
عزك ورحب بك صلاح محمد ودولة الجرمل تبا دستوره
ذا لي حصل واعذر عمر باعطوه نقاد يافع في الفتن مذعورة
وعندما انتصر الكثيري واستولى على الشحر دخله الغرور في الاستيلاء على المكلا فقال:ــ
الشحر خذناها وربك قدر وعلى المكلا باتحن رعودي
وعندما جهز حملته على المكلا التقى الجيشان في مكان يسمى البقرين عند مدخل المكلا وسمّيت (معركة البقرين) وهبت قبائل يافع واعتبروها معركة حياه أو موت أما إن تكون لبقاء يافع أو نهايتهم وفي النهاية انتصرت يافع وهنا يقول الشاعر والمعلم/عبدالحق الذي يعاتب السلطان الكثيري على تهوره وعدم اتباعه النصح
دبّر وهو راضي لنفسه مكـرهاً ما حيلته من نفسه الكرهانه
إلى أن يقول:ــ
لاجل المكلا شفت أبو مكسد رشن في كير من يقرب سقط في رشانه
كل خرج حامـــل بايديه الكفن واليافعي للموت جاب أكفانـــه
وضاق عنده الوسع في يوم الدحن ما قال في البندر عرب دحانــه
وقال مابا يكفي البندر وطـــن يبغى المكلا فوق جمع أوطانــه
راس البلاء طرق بموسه والمسن من الفرح ريقه مطر في لسانــه
ولا عاد خافوا وأسالوا في عن وعن في صرفهم القرش ما رد عانــه
وعندما ضم القعيطي شبام تحت المظلة البريطانية قال الشاعر عايض بلوعل مخاطباً وزير الأمارة القعيطية حسين بن حامد المحضارـ
حبيب أيـش الهرج والنطق العكي كسرى وقيصر ماحوت على الدائرة
ما بيـع ناموسي ولا عزي بشيء نا الملس ما قبضـها خماسي بايره
الضعف والقـــوه وراها تختفي ...................................
فرد المحضار
اليوم يوم السعد والبخت القوي يوم الظفر جبته كرامة طاهـرة
نحن السفينة من طلع فيها نجي كل من تخلف با يقع في الدائرة
أموال في خزنتي ورجالي معي ما تختفي مثل الشموس الظاهرة
بيـدي مفـاتيح الخزائن يا علي فيها على الأوراق مره ضافيـة
كل من عصانا اليوم بكره بايجي تائب ويمشي في الطريق العابرة
هذا الكلام الصـدق والله و النبي يشهد وخلقه والسيــوف الباترة
فرد عليه بلوعل بقوله
والله يعلم من يجوز التاليــة =ذا لا عوض لي بت لي حظه قــوي
ما اليوم الأشرع كلها متساوية =لا بي قهد منـك ولاني معتني
لو هي جبال الترك ملقت داويه =والله لولا الهام لي هو محتـوي
ما شرحت الخيصه شبام العالية =والوعد والميعاد لا مات الوصي
با نقسم الميراث تزكه صافيــه
وفي عام 1285هجريه أحدث خروج الحملة العسكرية القعيطية في الشحر وتمركزها في مدينة شبام أصاب ذعراً في المنطقة ترجمتها قصيدة عمر باعطوه إلى كانت جزء من الدعاية القعيطية وتتجلى النغمة الموسيقية في شعر باعطوه كما أشار الأستاذ/ صلاح البكري لأن اكثر أشعاره تقال في الأغاني الشعبية لاسيما تلك الأشعار التي تصف الحرب بين يافع وآل كثير التي لها علاقة بالغزل. وآل باعطوه سينتسبون إلى بني هلال أشهر قبيلة تعشق الطرب وتحترف به فنراه يقول
طوفان لاحق نوح يذكر عنده ذلا غرام حتى الجبل بايزوله
ومدافع الرحمن مثل الراعـد تقذف صواعق بالنقم مدخوله
قد شفتها بالشحر وسط المكرهه سمعون فيها قد يبسن سيوله
ولكن هذا لم يتحقق لباعطوه فدحرت الحمله القعيطيه من على سيئون ورد الشاعر/ عبدالحق بقصيده مطوله على دعاية الشاعر باعطوه نستشف منها
فلا المدافع رجها خوفهم ولا الحوامل منها مشغولة
ولا المصانع قل فيها القامزي لا يا عمر رطلك نقص لا توله
همدان حمكوا الصفر يا باعطوه وقفوا قبال الموت مافدوا له
وقد أشار الأستاذ/ محمد سالم الحداد في بحثه (فنون الزامل المهيد في اليمن ص74/75) ان الشاعر علي لشرم من مأرب والذي دخل مساجلات مع شعراء من منطقة أخرى داهموا قريته في غيابه فوصله الخبر وهو بعيد عن موقع المساجلة فعند وصوله دخل بين الصفوف وقال:ـ
لعاد باتكلم ولا با قول شي لما أنشد الصفين من شعارها
وأنصف مداريها ودقق حبها وأهل الدراهم يعرفوا أسعارها
ثم قلب قافية الزامل قائلاً:
قال القطيفي خيبتي من غيبتي لا غبت ما يكفونني الناس الحضور
ان قد حضرنا با نجلّي همكم وان كان غبنا نقّف الحب الطيـور
والله لولا بي حيا من بعضكم نخرج الغربان من بين النســور
أما أشعار زامل العدة فهي نفس تركيبة الزامل السيباني من حيث البحر والوزن والقافية ويتفق أيضاً مع زامل الصف عند الحموم أما زامل المحرس عند قبائل الحموم فهو على هذه التركيبة ـ
حيا بمن شّد العزوم بين المراحل والطرق عاد السماء فيها نجوم
للواجبه مجرى وسوم ان دمروها تندمــر وان قيّموها با تقـوم
ويقول أبن البيقع الذي يتميز برمزيته في هذا اللون من الشعر جيد النطق
وأما الليلة فيها زوف فيها من صغير وشـب
وا مثلث وا منصوف والروادي على العطوف
وجهين من كل مكان ما تشبع في الغالي شوف
ويقول الشاعر بن حماده من شعراء الحموم:
الرحب بك نقي مدحيت اليافعي ومعه فراش نقي
عاسقيكم وأستقي وقلوب الصفو دوب ع المحبة تلتقي
الزيانه لي تبقي وتشبك خدودالراس وعلوه ترتقي
لا تخدف ولا تقي لا الشيانه ما تنطق وعليها ما تهقي
ويقول الشاعر دحدح
سوق الليلة يتحي والحواض مدرهين والظمانه تتروى
عا تبع وراء البتي ما تفنّدت لي الحروف فصل من الكلام عكي
والزامل إنتاج جماعي روته أجيال عن أجيال ولا يشكل الإبداع إلا أقل أجزاءه في المناسبات الطارئة غير إن أكثرية الزوامل شهيرة التداول مجهولة القائل كنشيد الحرب ومثله زوامل الأعراس بأنواعها من ترحيب واستقبال وزفاف كما أشار البردوني والواقع إن أشعار الزامل طرقت مختلف أنماط الحياة وعبرت عن هموم الناس وغربتهم وروحانيتهم وحبهم للوطن كما إن الأحوال السياسية التي عصفت بالوطن احتلت حيزاً من هذه الأشعار وسوف نحاول بقدر الإمكان تقديم نماذج من هذه الألوان يقول حسن برجف عن ليلة القدر ـ
رسولي سمع صوت المنادي ينادي لي عرج ليلة القدر جاب الرسالة
ذكرها ينتشر ع الناس في كل وادي من تعنى يشل النصر هو والزناد
ويقول شاعر آخر يترجم حبه للوطن
يا سلامي لكم قال الفتى بعد غيبه ذقت فيها الحلا مثل الصبر عا لساني
من فراق الوطن والأهل ندفع ضريبة والضريبة تراها بعدكم يا خواني
فرقت الأهل والأوطان اكبر مصيبة منها المغترب يصبح ويمسي يعاني
لو عطاني ثلث بقشان ماله نصيبه ما قبلها ببعد الأهل أربع ثواني
أما الشاعر أحمد بركات فقد طرق باباً آخر يحكي تجربنه مع الفقر وهو يترجم هموم الناس فيقول
أنا ويّا الدنيا بحور تتلاطم = بيني وما بين القروش اُخصومه
هي ما بغت عندي ونا ماباها = بكثرها جملة عرب مأثومه
أما هم الشاعر/ صلاح الأحمدي فقد ترجمته قصيدته التي بعثها من الهند يحذر فيها من اتفاقية الحماية بين القعيطي وبريطانيا وهي قصيده مطوله نورد منها
أخبار بلت ما تسر القلب من نهج النجود = قالوا جهت الأحقاف لحمة فاس سرحت بالبرود
سرحت مع الصاحب ولا سلم نقود = ويعلن عن حزنه إلي ما انتهت إليه الحال
آه على الأوطان ياغبني على مثوى الجدود = كم صحت كم ناديت كم طربّت من قبل الوجود
لاكننا معذور واحد ما منه وقود
أما زامل الأعراس فهي كثيرة ومتنوعة وأنواعها ترحيب واستقبال وزفاف فالترحيب مثلاً
يا مرحبا أهلا وسهلا بالضيف ذي جانا عنيه
أما على طريقة زامل المحرس عند الحموم ـ يقول الشاعر الخيضر بن يونس من منطقة المشقاس
من سقى ماغا لي ماة = لي هو والى ع الدبور
سامى ريض من بناة = من حضر يقوم بدور
واجب السلف يدور = لا تحسن السمر
لاتجمعوا النهور = وجهيت في ساعة نور
و موجهين قدر = للحضيره والصهور
أما عند خروج العريس إلى الغسل وهي عادة قديمه في مراسيم الزواج يقول الشاعر
الا يا ياطائر السُعد قدامي تنشر ويا هذا المشركس الا تسلم من الشر
والحرص على حضور الواجب في الأفراح والتراح واجب تحتمه عمق العلاقات الإجماعية بين الناس خاصة في مناسبات الزواج يقول الشاعر/ عبيد بانوبي
قال بانوبي الشاعر سلامي مصدر = على المعرس وعلى رميان هذه العنيدة
منهم منهم في الجبر مابا تعذر = با نجيب الصدف من فوق ساحل ونيده
فرد عليه الشاعر/ سعيد القثمي
مرحباً بالكلام الزين هز المشاعر= هو كلفني ندور على الكنوز الثمينة
لي لها سعر غالي وسط سوق المتاجر = الذهب والرشد ما يكون له سعر عينه
ويقول الشاعر/ باغطاء على وزن آخر
قال ذا هرجكم ما فيه شي تكذيب = ندحق ونا رجلي قويه
والشمس تشرق والصفور تغيب = خلف الجبال المعتليه
ويقول شاعر آخر
مني سلام آلاف وتحيات جم = عا بن شرف وعلى دحاميل الرجال
في شانهم حركت ساقي والقدم = شهدي عليّ يا شناطيب الجبال
كل من بغى صاحبه زم الحيد زم = ودحق بضوء الشمس وبضوء الهلال
ويقول الأستاذ/ البرودني إن هذا الزامل يبدأ بالنداء باعتباره تلبيه كأمثاله من الزوامل السياسية وعندما تفجرت ثورة 26 سبتمبر فقد كانت تعبيراً شبه جماعي لأن ضباطها غير الجنود وغير القبائل واشتدت الحرب وانقسمت الجموع المقاتلة إلى جمهوريين وملكيين وكانت زامل هذه الفترة تنتزع مضامينها من الأفكار المعلنة من قبل العسكريين وتنتزع شكلها من الشعارات المر فوعه للفريقين فكان الذين يفدون إلى صنعاء ينشدون مثل هذا الزامل
سلام منا ألف يا جمهورية = با نفديها بالجماجم والدماء
اليوم جيناكم نريد التضحية = با ننزل السيد من أعنان السماء
أما المعسكر الثاني المضاد للثورة فكان يردد أثناء حصار صنعاء كما قال شاعرهم
ما با نسلم للجنود الكافرة = لي با يقولون القيامة با تقوم
حتى سماء الدنيا تقع له طائره = تلقي القنابل مثلما عد النجوم
وفي دوعن عانا القعيطي كثيراً من قبائل العمودي وقد نظم حملات كثيرة أبرزها الحملات المشتركة بينه وبين النقيب الكسادي ويعتبر الشاعر/ حسين بن حامد المحضار الوزير والشاعر من ابرز شعراء الزامل وهنا يقول الشاعر/ سالم بن جعفر الكثيري في بيع مدينة شبام للقعيطي
يا القبوله حني ورقصي وأنعشي = وتمشقري بين القبائل باللبوس
يا القبوله عودي لخلش الاولي = لا تتبعي أهل المدارس والدروس
فرد عليه حسين بن حامد قائلاً
ياللّي ذكرت القرح ما يلقين شي = مثيل بن هاشم أخوه العيدروس
قرحه على البندر لقاها اليافعي = لي فضخت رؤس البرابر والتيوس
بحـور الزامل
لا يتجاوز بحور الخليل ال 16 والبحر ال 17 للأخفش ولو ان بعض اللغويين رفضوا هذا البحر وانكروه ومع شيوع الزامل استعملت بحور أخرى من بحور الشعر العربي الفصيح. والقبائل سوى في اليمن أو في الجزيرة حين ينظمون الزامل ينظمونه بالسليقة دون معرفة بحور الشعر وبالطبع فان الزامل لا يراعي قواعد النحو والصرف والدقة في التعابير اللغوية الصحيحة كما نلاحظ تركيبة هذا البيت
سلام من عندي على الاكلان = جينا وصبحنا لشانه
جينا غبش كغبشة الرميان = بالعز با نقوي كيانه
وبالتأكيد فانه ينظم على بحر الرجز إذا فان هذا البحر يشاع انه ميزان الزامل ونستدل بالآتي من قول سلمى بن الكوع
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فانزل سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
وان بحر الكامل لكثير الاستعمال في الزامل كما أشار الأستاذ/ الجيلاني ومنه هذا النموذج الفصيح قول عنترة
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل أسقني بالعز كأس الحنظل
إن الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل
ويقابله من الشعر العامي قول متزمل من همدان
صحت عيوني من مرضها الأولي جابوا دوائها في أبن شماخ الصليب
البدع منهم والكفأ من عندنا تبيح نتاجيهم بزينات القصيب
و يقول الأستاذ/ البردوني (الزامل كفن يستنطق الحال وبعد إنشاده يسمى زوامل لكثرة الأصوات فعندما يجتمع الناس في القرى لتلبية أي حادث يصنع البداع شطرين أو ثلاثة أشطر يرددها اصف الأول على درجات أولاً بأصوات قراءه للحفظ عن طريق التلقين ثانياً تجربة الأداء بعد أن يتأكد البداع من حسن الداء فتعلو الأصوات بالزامل) وهذا ما أشرنا إليه سابقاً وهو ما يسمى بغناء المردى ويستطرد البردوني قائلاً ولا بد أن يكون معبراً عن الحدث الذي أستدعى التحرك والأصوات.. وهنا أتذكر الحوار الذي دار بين الشاعرين محمد فرج بانبوع وحسن برجف بعد أحداث يناير 1986م يقول بانبوع
يا العكبري شا العمر الا يذهب وأحوالنا وديارنا معمورة
مابنا تعب حاشا ولا بانتعب هذا خبر والعلم عند الصورة
برجف
من الظمأ بانبوع دائم يشرب الحاد له ما ينكر المنكورة
الدامه مكسورة بغاها تلعب معاد تلب الدامه وهي مكسورة
بانبوع
لي كسروا الدامه جماعة مرحبا مرحب وقومه كسروا الباكورة
لكن عادنا قابضين المخشب وبا نبني الروشان والمقصورة
أما الحوار الذي دار بين الشاعر العجيلي ومبارك السباعي يحب أن يتأكد الأول فيما إذا لازالت جند القعيطي مرابظه داخل الديس الشرقية بعد أنتها هجوم البادية (وهي ما تسمى بدخلة الديس الشرقية عام 1933م يقول العجيلي
ياللّي جيتوا من خضير هتوا من خضير خبر = البحر موج آكدر
السباعي
من قبل هاج وماج وما ذلحين رجع كسر = واموادنه وافلوك وانواتخ كل بر
داري وامعك خبر إن النحاس من الوقيد = لا كثر عليه يحر لا بديره أو ربان = وامعلم ع التفر
وبعد هذا العرض نجد الأستاذ البردوني رحمة الله يتساءل من أي نوع من الأدب تعتبر الزوامل الشعبية؟ يقول (أنها من يوميات الحياة الجارية يختلط فيها وجه الحياة بصوت الإنسان وتتطور الحياة مع الإنسان كما يتطور الإنسان مع الحياة وأن إتقان الحياة وبديهة الإنسان العادي صنعتا هذا الأدب وهو أشبه بأراجيز الحرب والمناظرات القوليه من حيث التعبير المباشر عن الغرض ومن ناحية التحمس المعنوي للاستقتال ورد المقاتلين وتبقى مسألة واحدة هل هذا النوع والذي نسميه الزوامل يدخل دائرة الأدب؟ يقول الأستاذ/ البردوني (لا شك أن هذا بجملته أدب شعبي دل على فنيته عندما دل الشعب على وجوده أما أدباء العرب فيقسمونه إلى أقسام بل أحياناً للواحد رأيان رأي أدبي ورأي لغوي أما رأيه الأدبي فهو يستحسن تلك الاثاره ألا دبيه أما رأيه اللغوي فهو ضد هذا الفن لمخالفته نظام الأعراب والنحو ولعل الجاحظ في رأيه الأدبي أكثر أصابه منه في رأيه اللغوي لأن الأعراب وحده لا يجعل الكلام أدباً بأواخر الكلام لا بنظام الكلام والجمال الأدبي يتكون من الصياغة لا من رفع الفاعل ونصب المفعول وخفض المجرور أما أبن جني فيرى الأدب الشعبي فناً لطيفاً يلحق بالمهارات الأدبية كالبراعة في أي شكل فيقول (هذا الكلام الذي نسمعه من العوام يروق ويعجب ويفسده إعرابه عند من يلحقون به حركات الأفعال والأسماء) أما أبن خلدون فيقف موقف الراوي من جماعات الأدباء في عصره فيرى محترفي الأدب الفسيح يرفضون الأدب العامي لسببين أولاً لخروجه عن قواعد النحو والصرف ثانياً لتفاهة معانيه. والعجيب أن أساتذة العصر ورجال الدين يعتبرون الأدب الشعبي جناية على اللغة والدين التي تعبر عنه تلك اللغة فالعلامة مجمد علي الشوكاني لم يثبت في كتابه (البدر الطالع) لشعراء العامية نصاً عامياً أما الأستاذ/ أحمد الشايب فقد رفض الأدب الشعبي ومنعه من دخول الجامعة أيام كان أستاذاً لجامعة القاهرة وينطلق الشايب على أن الأدب يتكون من اللفظ الصحيح والمعنى البليغ أما الأدب الشعبي يعبر عن يوميات الحياة الجارية المتكررة الخالية من الإبداع فلا يجوز لطالب الأدب تعلم هذا الأدب لانه غير رسمي على حد تعبير الشايب غير أن الأدب الشعبي قد فرض نفسه وأقتحم الجامعات ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(الزاااامل)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر طلال بن قفله :: بن قفله للمساجلات والزوامل-
انتقل الى: